هؤلاء لنْ يمروا

هؤلاء لنْ يمروا
صلاح الوديع
2011-11-21
الفم الذي تخونه الكلمات فيتحدث عن تهبيط سراويل النساء عوض الحديث عن ملء بطونهن الخاوية واحترام كفاحهن اليومي، لن يمر
الزعيم الذي تعييه الحجة فيبحث في سراويل الناس ليجد ما ينتقد به خصومه السياسيين فلا يجد إلا الشذوذ، وينسى أنه يبحث في سراويله، لن يمر
الفم الذي لا يعرف الحديث مع المختلفين معه في الرأي إلا كأصفار وبلداء، لن يمر
الرجل الذي يصف مخالفيه الرأي بالفئران على عادة المستبدين الطغاة لينتقم من زمان عاشه كالفأر حقا، لن يمر
الجبان الذي انحنى صاغرا لسلطان الطغيان وتوَقَّح أمام الملك الحليم، لن يمر
الرجل الذي انحنى للطغاة يوم كانت الكلمة يؤدى عنها بصعقة الكهرباء، لن يمر
الزعيم الأخرس الذي بلع لسانه يوم كان الكلام مرادفا للتضحية، لن يمر
المشعوذ الذي يبدأ الصراخ ولا يعرف كيف ينهيه، لن يمر
المحتال الذي يطلق الكذبة ثم يصدقها، لن يمر
الشخص الذي انحنى على عتبة أم الوزارات حتى أعياه الانحناء، لن يمر
الحرباء التي تتلون بلون اللحظة وتبحلق كالمسطولة في الحقيقة الساطعة، لن تمر
العالِم الفقيه الذي يريد أن يدخلنا إلى الإسلام لأن دعوة موسى بن نصير وعقبة بن نافع لم ترق له فينا، لن يمر
العالِم الذي توهَّم اكتشاف الثورة على الاستبداد متأخرا كالذاهب للحج والناس عائدون، لن يمر
العالِم الذي يريد أن يحكمنا بإسلام المطوِّعين بالسلاسل والعصي، لن يمر
المستأسد بالمكاسب التي دفع الشهداء ثمنها من دمائهم، لن يمر
المنفلت من عقال كل شيء، حتى من النصح أمام النزوات والزلاّت، لن يمر
المحتال الذي يتوهم أن دم الشهيد عمر بنجلون ستنساه الأجيال، لن يمر
المتأنق الذي يتساءل لماذا لا تريد بقعة الدم القانية أن تنمحي من أكمام قميصه، لن يمر
المنمِّق لحيته الذي يتمنى ألا نرى جذورها تنغرس في وحل الخراب، لن يمر
المحتقرُ المغاربةَ والمشككُ في إسلامهم والمتوثب للسطو على أرواحهم، لن يمر
المليء بالحقد على الحرائر والأحرار لأنهم يذكرونه بالمهانة العالقة بروحه المنكسرة، لن يمر
المتسرب إلى فضاء دنيانا في جلابيب العتاقة، لن يمر
هؤلاء لن يمروا لأنهم أخطئوا الجغرافيا وأخطئوا التاريخ،
لأنهم أخطئوا اللغة والحساب،
هؤلاء لن يمروا لأن المغرب هو المغرب،
وإذا أخطأ المغاربة الحساب وتركوهم يمرون، فسنناضل جيلا آخر لكي يعودوا من حيث أتوا...


ملحوظة: كل تشابه للحالات المذكورة أعلاه بأشخاص يطوفون بيننا هو محض افتراء.